مفتي البوسنة: مصر دائما تقود العالم نحو السلام | خاص

 مفتي البوسنة والهرسك مع محرر "بوابة أخبار اليوم"
 مفتي البوسنة والهرسك مع محرر "بوابة أخبار اليوم"

قال الدكتور مصطفى إبراهيم تيسيرتش الأزهري مفتي البوسنة، في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم" أن مصر دائماً تقود العالم نحو السلام الشامل والعادل عبر مؤسساتها العلمية القوية وعلى رأسها الأزهر ودار الإفتاء. 

وأوضح "تيسيرتش" أنه عاش في البوسنة والهرسك مراحل الحرب والسلام ويعلم جيداً قيمة مصر وعلماءها.  فمصر هي هبة النيل الذي قال فيه رسول الله كما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ: كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ".

 

وحول نهر  النِّيلِ؛ قال المفتي جعل الله مدينة القاهرة حيث جرَّد أبو جعفر الطحاوي العقيدة الإسلامية من البدع.

اقرأ أيضا| مفتي البوسنة والهرسك: كرامة الإنسان هي عزة مصر وكلمات الثناء لا توفيها حقها

وأشار إلى أنه حول نهر سَيْحَان َوَنهر جَيْحَانَ جعل الله مدينة البخاري حيث جمع الإمام محمد بن إسماعيل البخاري صحيحه في الحديث، وجعل الله مدينة سمرقند حيث تبلورت العقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة على يد الإمام أبي منصور الماتريدي، إمامِ أهلِ السنةِ والجماعةِ وإمامِ الهدى وإمامِ المتكلمينِ ورافعٍ أعلامَ السنةِ والجماعة وقالعٍ أضاليل الفتنة والبدعة. فقد أضاء هؤلاء الأعلام الثلاثة من الماضي الطريق الحاضر العاجل والطريق المستقبل الآجل لأمتنا في العقيدة الصحيحة والشريعة السمحة التي تدعو إلى السعادة والسرور.

 وتساءل مفتي البوسنة على هامش زيارته لمصر؛ هل سمعتم قولًا شهيرًا لبطل حِطِّين ومحرر القدس صلاح الدين الأيوبي حينما قال في عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان: "لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل"، وفي رواية "لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل".

 

وثمَّن فضيلة د. تيسيرتش، دعوة الدكتور شوقي علام إلى مصر بقوله: كلما دعوتمونا إلى مصر بسلام آمنين زادت رغبتنا إلى العودة لبيتنا فيه نفخة روحنا من "قالوا بلا شهدنا" ونسخة علمنا من المصطفى نبي الله وفيه ما فيه من تجربة وحكمة سيدنا يوسف عليه السلام وفيه ما فيه من حديث موسى {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}، وفيه ما فيه من فتح عمرو بن العاص، وفيه ما فيه من تربية ٱلْخَضِر لتلاميذه على الصبر في طلب العلم والمعرفة في الأزهر الشريف المنارة الفريدة في القرن العشرين للطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم كما نحن اليوم الوافدون في رحاب دار الإفتاء المصرية من جميع أنحاء العالم للتشاور والتعاون والتناسق في مجال الفتوى للمستفتين حول العالم.

 

ووجه الشكر لمصر قائلًا: فشكرًا جزيلًا لمصرنا الحبيبة والدائمة في قلوبنا على عطائها الدَّائم لأمتنا المجيدة. إن كلمات الثَّناء لا توفيها حقها، ولا أخفي عليكم في هذا اليوم المبارك وفي هذا المقام الموقر على أن ما في نفسي من الإيمان الراسخ بعد الله، وما في نفسي من الإسلام الظاهر بعد والديَّ، وما في نفسي من الإنسانية السمحة بعد الإبادة الجماعية في بلدي البوسنة، فقد ربَّتني مصرُ فيها بالأزهر الشريف وعلّمتني قول الفصل عند مواجهة القول الهزل، وأحاطتني بحنانها، والتي دائمًا وأبدًا أجدها بجانبي في أزماتي، إلى أغلى من عرفها قلبي، ولذلك بكلِّ الحبِّ أهديها كلمة شكر وتقدير: "يا مصر.. أَلبَسَتِني نِعَماً عَلى نِعَمِ     وَرَفَعَتِ لي عَلَماً عَلى عَلَمِ.. وَعَلَوتِ بي حَتّى مَشَيتُ عَلى    بُسطٍ مِنَ الأَعناقِ وَالقِمَمِ.. وَالشكرُ مَهرٌ لِلصَنيعَةِ إِن     طُلِبَت مُهورُ عَقائِلِ النِعَمِ".